آثار
أهم المكتشفات الأثرية لعام 2008 في "دير الزور"
أسفرت نتائج التنقيب عن الآثار في محافظة "دير الزور" التي قامت بها فرق وطنية وأجنبية خلال موسم /2008/ عن اكتشاف العديد من اللقى الأثرية والمدافن النادرة، حيث بلغ عدد البعثات الأجنبية العاملة خلال هذا الموسم /3/ بعثات، تركز أعمالها في مواقع ("تل الشيخ حمد"، "ماري"، "تل المصايخ")، في حين قامت البعثات المشتركة بالتنقيب في أربعة مواقع وهي (تل "العشارة"، و"موقع حلبية"، و"الصالحية"، تل "أبو العتيق") بينما تركز عمل البعثات الوطنية في قلعة "الرحبة" وتل "الكسرة الأثري".
ولتسليط الضوء على عمل هذه البعثات وأهم المكتشفات خلال هذا الموسم التقى eDair-alzor الباحث "ياسر شوحان" مدير دائرة آثار "دير الزور" والذي قال: «استمر عمل البعثة "الألمانية" العاملة في تل "الشيخ حمد" بحدود الثلاثة أشهر، شهرين منها للدراسة الموقع تمت في متحف "دير الزور"، وشهر تنقيبي في موقع ذاته، تم من خلاله الكشف عن قناة مائية هي الأولى من نوعها في المنطقة، تقوم بتزود المدينة بالمياه عن طريق قناة نهر "دورين" الموازي لنهر "الخابور".
أما البعثة "الفرنسية" في "ماري" فقد استمر عملها في موقع "ماري" العائد للعصر البرونزي القديم لمدة شهر، قامت خلالها بمتابعة الأعمال في الحفريات السابقة، وقد تم الكشف عن العديد من القطع الأثرية التي أودعت متحف "دير الزور" لدراستها.
واستطاعت البعثة "الفرنسية" في تل "المصايح" عن الكشف تل مهم جداً يبعد عن تل "المصايح" بحدود الثلاثين كيلومتر في بادية "فليطح" القريبة من الحدود "العراقية"، يقع على تل موازي لتل "المصايح" يسمى تل "أبو حديد"، كما عثر فيه على العديد من اللقى تعود للألف الأول، وقد أودعت جميعها في متحف "دير الزور" الوطني».
وعن عمل البعثات المشتركة يقول "الشوحان": «كشفت الدراسة التي
ياسر-شوحان
أجرتها البعثة "السورية -الأسبانية" العاملة في تل "قبر أبو العتيق" وجود فترتي استيطان للموقع، الأولى تعود للألف الثالث والأخرى إلى الألف الثاني، وتم أيضا تسجل العديد من البقايا المعمارية من خلال آثار الجدران اللبنية والحجرية الظاهرة على السطح مباشرة، وتمكنت البعثة أيضا من تتبع مخطط بعض الغرف والأبنية وخاصة في المدينة المنخفضة، ودراسة ولادة المدينة بين انهيار ثقافة "أوروك" والفترة المتعارف عليها بفترة (الثورة المدنية الثانية)، ضمن الوادي الأوسط للفرات "السوري".
أما عمل البعثة "السورية –الفرنسية" فتركز في موقع "العشارة" ضمن القطاع /F/ الواقع بالقرب من الحديقة، والذي تعود سوياته إلى الألف الثالث وعهد "الشكاناكو"، وقد تم الكشف فيه عن العديد من القطع الأثرية التي أودعت المتحف الوطني.
كما قامت بعثة ثانية "السورية- فرنسية" بدراسة البنى المعمارية لموقع "حلبية": البنى المعمارية، بالإضافة إلى تطبيق تقنيات الترميم في موقع "البازليك"، كما قامت البعثة أيضاً بدراسة اللقى الأثرية المستخرجة في الموسميين الماضيين.
وقامت بعثة ثالثة "سورية- فرنسية" بأعمال تنقيب في موقع "الصالحية" (دورا أوروبوس) للمنحدر "الساساني"، ومنزل "ليزياس"، الساحة العامة (الأغورة)، ومعبد "أرتميس"، ثم أجريت أعمال المسح الجيوفيزيائي للمعسكر "الروماني"، إضافة إلى أعمال الترميم والوقاية لمعبد
مدفن-القصبي
"أتميس" ومنزل "ليزياس" ومعبد "افلاد" الواقعة جميعها ضمن حرم موقع "الصالحية"».
وعن أعمال التي نفذتها البعثات الوطنية يقول "الشوحان" «تركزت أعمال البعثات الوطنية في موقع قلعة "الرحبة" في المنطقة الغربية المحصورة بين السوريين، حيث كشفت هذه الأعمال عن بنى معمارية غاية في الجمال.
أما البعثة الوطنية الثانية فتركز عملها في "تل الكسرة" على دراسة التل، من ناحية المعمارية والطبوغرافية، وقد تم أيضاً دراسة الأسوار واكتشاف البوابة الشمالية وبرجيها الجانبيين، واكتشاف مدفن مهم جداً من الناحية المعمارية مؤلف من خمسة معازب، معزبان عند مدخل المدفن (أي ضمن جدار المدفن) وثلاثة معازب تتوزع في جدران المدفن، ووجدت قاعدة صغيرة في الجدار الداخلي للمعزب وهي مكعبة الشكل، وتعتبر قاعدة يثبت عليها تمثال صغير من الجص الأبيض، كما عثر على تمثال صغير مصنوع بطريقة القالب يمثل رجل عاري الصدر مقطوع اليدين من عند الكتف، ورأسه ينحرف قليلاً للجنب، وهياكل عظمية ولكنها مبعثرة بسبب أعمال النهب، وبعض خرزات الحلي، وعلى كسر فخارية كثيرة، وتمثال آخر نفس طبيعة الأول ولكن مكسور الرأس.
وقد توصلت البعثة من خلال هذا الموسم إلى عدة نتائج وهي: الموقع يعود إلى الفترة "البيزنطية" وليس هناك
من-مكتشفات-المدفن-الغربي
أي سوية أقدم داخل الأسوار، والتل مقسم إلى قسمين: قسم شرقي فقير من ناحية التنظيم المدني ويعود إلى فترة مبكرة، وقسم غربي غني من الناحية المعمارية وهذا ما تدل عليه اللقى السطحية في المقبرة الحديثة في المنطقة الغربية.
أما بعثة التنقيب الطارئ في "تل القصبي" فقد كشفت عن مدفن يعود لعصر "البرونز" وجد فيه الكثير من الجرار الفخارية من جميع الأحجام، وهي الآن موجودة في متحف "دير الزور" للدراسة».